أصنافية
بين أصنافيات أخرى
الترسيمات
الطرازية
(باختين،
ديك، جاكبسون)
*تصدير: لا
ترتكز نظريتان تفسيريتان
متنافستان على ظواهر
مختلفة[...] ولكنّهما ترتكزان
على تفسيرات مختلفة للظواهر
نفسها. ويتعلق معيار اختيار
نظرية أساسا بأهمية ظواهر
يسمح نمط موحد من التفسير
بالقول باندراجها فيه
وبتنوّع تلك الظواهر:
وتتفوق نظرية على أخرى
لأنّ قدرتها أكبر على
التفسير (كان Kahn).
-الأصناف الأساسية
والتغاير النصّي: اللساني
الذي يعبر بوضوح عن الحاجة
إلى الترتيب الأصنافيّ
هو بالتأكيد ميخائيل
باختين Bakthine الذي يضع مقترحة على
تخوم علم الاجتماع وفقه
اللغة واللسانيات والأدب.
فقد كتب باختين وفولوشينوف
Volchinov عن
أشكال الخطاب الملموسة
المستقلة عن صلات الإنتاج
وعن البنية الاجتماعية
السياسية كتبا يقولان
:"إن أصنافية هذه الأشكال
هي إحدى أكثر المشكلات
حيوية بالنسبة إلى الماركسية
[...] كل عصر وكل مجموعة اجتماعية
لهما قائمة لأشكال الخطاب
خاصة بهما في التواصل
الاجتماعي الإيديولوجي"
( ). ويبدو
موقف باختين في كتاب "مشكلة
النص"شديد الأهمية بالنسبة
إلى ما نحن بصدده:"تدخل
أشكال اللسان والأشكال
النمطية للملفوظات، أي
أنماط الخطاب، في تجربتنا
وفي وعينا بطريقة متواصلة
ودون أو ينقطع تعالقها
الضيق. وتعلم الكلام هو
تعلم بنيتة ملفوظات (لأننا
نقول ملفوظات لا قضايا
معزولة، بل أكثر من ذلك
فنحن طبعا لا نقول كلمات
معزولة). فأنماط الخطاب
تنظم كلامنا بالطريقة
ذاتها التي تنظمه بها
الأشكال النحوية (الإعرابية)"
( )..
إن تفكير اللساني الروسي
(باختين) على قدر من الأصالة
بحيث تتجاوز كفاءة المتكلمين
اللسانية حدود الجملة
في اتجاه "أنماط الملفوظات
الثابتة نسبيا" (
) وفي اتجاه ما يسميه في
موضع آخر "إعراب الكتل
اللفظية الكبيرة" ( )، تلك
"المجموعات اللفظية الكبيرة:
ملفوظات الحياة اليومية
الطويلة والحوارات والخطابات
والمصنفات والروايات"(نفسه).
ويعتقد باختين، زيادة
على عدم فصله بين مجالات
المكتوب والشفوي، أن
الإنتاج والتأويل متزامنان:"
إننا نتعلم قولبة كلامنا
في أشكال النمط ونحدس
النمط بسماعنا كلام الآخرين
بدءا ومنذ الكلمات الأولى
ونتنبأ بالحجم (الطول
التقريبي لمجموع خطابي)
وبالبنية التكوينية المعطاة،
وبعبارة أخرى نستبق النهاية
فنشعر منذ البداية بالمجموع
الخطابي الذي يبسط إثر
ذلك اختلافاته في مسار
الكلام. إذا كانت أنماط
الخطاب غير موجودة وإذا
لم نتمكن منها، علينا
اختلاقها للمرة الأولى
في مسار الكلام، وعلينا
تأسيس كل ملفوظاتنا: حيث
التبادل اللفظي قد يكون
شبه مستحيل" (
).
فإذا كان باختين
لا يتردد في الحديث عن
أنماط ملفوظات ثابتة
(نسبيا)، فإنه يؤكد شدة
حراك الردود السريعة
والحوار اليومي والخبر
المألوف والرسالة وتنوعها
معتبرا إياها أنماط الخطاب
اليومي الأساسية:" فالمتكلم
يتلقى إذن زيادة على أشكال
اللسان المشترك المتقادمة
(المكونات والبنى النحوية)
أشكال الملفوظ التي ليست
أقل تقادما بالنسبة إليه،
أي وهؤلاء ضروريون مَثَلهم
في ذلك مثل أشكال اللسان.
وتبدو أنماط الخطاب إذا
ما قورنت بأشكال اللسان
أكثر تغيرا ومرونة ولكنها
بالنسبة إلى المتكلم
ليست لها أقل من قيمة معيارية:
فهي معطاة وليس هو الذي
يخترعها. لذلك قد يعتبر
الملفوظ في فرادته، رغم
فرديته وإبداعيته، توليفا
مطلق الحرية لأشكال اللسان"
( ).
ويلوح خلف بعض التردد
المصطلحي والخصيصة البرمجية
لكتابات باختين أساسا،
مع ذلك ثمة افتراضان لسانيان
قويان، يتحمل الأول بأصناف
قارة نسبيا للملفوظات
التي يعينها بوصفها أنماط
الخطاب "الأولى" حاضرة
كما فيالأنماط الأدبية
(أنماط "ثوان" بامتياز)،
في ملفوظات الحياة اليومية.
فافتراض باختين المتعلق
بـ"أنماط خطاب"سابقة للأدب
–كاللسان نفسه- تتجاوزه
بعموميتها، هو افتراض
يستحق أن يؤسس لتعقد الأشكال
الأكثر تبلورا على عدد
معين من الأشكال الأساسية
التي ينبغي تقريبا اعتبارها
أشكالا طرازية Prototypique ،وبعبارة
أخرى هي أصناف قارة نسبيا
لملفوظات أساسية قابلة
لتحويلات وتوليفات لا
متناهية في الأنماط "الثواني"،
وهكذا"، فالبنية الأساسية
للمقطع السردي توجد في
أسس الملحمة والخرافة
وأغلب الروايات والسرد
المسرحي الكلاسيكي عرضا
وعرضا وحلا للعقدة، وبالتوازي
مع ذلك توجد في التحقيق
وفي المتفرقات الصحافية
وفي الحكاية الشفوية
أو النكتة السائرة. وسنخصص
الفصول اللاحقة لافتراض
حول هذه الوحدات الدنيا
للتكوين النصي أشكالا
أساسية للغة العادية،
منتقلين بتحليل باختين
من الحقل الاجتماعي اللساني
للأنماط الخطابية في
شكل اتجاه حقل أدقه هو
اللسانيات النصانية.
ويتصل افتراض باختين
القوي الثاني بعلاقات
الوحدات (جملا أو قضايا)
بـ"كل الملفوظ التام" في
نظامه التكويني:"كل ملفوظاتنا
تهيئ لشكل نموذجي قار
نسبيا لبنينة الكل. فعندما
نختار صنفا من القضايا
معينا، فإننا لا نختار
قضية معينة تبعا لما نريد
التعبير عنه بواسطة تلك
القضية فقط، بل نحن نصطفي
صنفا من القضايا تبعا
لكل الملفوظ التام الذي
يمثل لدى خيالنا الشفوي..
والذي يحدّد موقفنا. فالفكرة
التي نحمل عن شكل ملفوظنا،
أي عن نمط مخصوص من الخطاب،
هي التي تقودنا في مسارنا
الخطابي" ( ).
ورغم أن باختين
لم يصرح قط –فيما نعلم-
بكيفية تمفصل السياق
الاجتماعي السياسي واختيار
تنظيم تكويني، فإن اللسانيات
المعاصرة يمكنها أن تتجنب
التساؤل عن حدود استقلال
اللسان (القواعد الصوتية
والمعجمية والصرفية والإعرابية
والدلالية المنطقية الأساسية).
فما هي مشاركة تحديد النظام
المشدد في الوضع في النص
وفي الخطاب؟ وهل الوضع
في كلمات محدد فقط بقواعد
مؤسسة في اللسان أم هل
هو يتوفق أساسا على قيود
التفاعل؟ كثيرا ما ألح
رومان جاكبسون Jakobson على المبدأ
البنيوي المتمثل في تحديد
الكل للأجزاء وتحديد
الأجزاء للكل. وينبغي
ألا تهمل مسألة الاستقلال
النسبي للأجزاء (الأزمنة
الفعلية، قواعد المطابقة،
ألخ...)، إذ تخضع مقولات لغة
معينة لتعديلات وتخصيصات
مختلفة، في النص المصاحب
Cotexte من
جهة وفي السياق contexte من جهة أخرى
(1). وقد كتب ميشال
فوكو بوضوح شديد في كتابه
"أركيولوجيا المعرفة"
بأن "ما يوضع في نص مكتوب
وفي محادثة، في جريدة
وفي كتاب، في رسالة وعلى
معلقة، ليس التركيب نفسه
ولا المفردات ذاتها: بل
أكثر من ذلك إذ توجد متتاليات
من الكلمات تكون جملا
مفردة مقبولة تماما إذا
ما وضعت عناوين كبرى في
صحيفة وهي مع ذلك لا يمكن
عدها أبدا جملة ذات معنى
في سياق محادثة" (1969:144). فإذا
ما عدنا الآن إلى الحقل
اللساني الخاص نجد هاليداي
وحسن Halliday and Hasan لا يترددان
في مؤلَّف مدرسيّ عن اللسانيات
النصّية (الانسجام في
الإنكليزية) في الحديث
عن "بنى كبرى" تجعل الانص
نصا ذا "طبيعة مخصوصة –محادثة،
قصا، لأغنية، مراسلات
تجارية،إلخ.."(
). فكل نوع من النصوص تلك
ذو بنية خطابية خاصة حسب
المؤلفين، ويقصدان بذلك
البنية الإجمالية "المرتبطة
ضروريا بمفاهيم القص،
الصلاة، الأغاني الشعبية،
المراسلات الرسمية، الموشحات.."
( ).
وبعد سنوات قليلة، تحدث
فان ديك Van Dijk ( )،
في إطار نظريته عن النص،
عن "بنى متناهية الكبر"
مع احتفاظه بالمفهوم
الدلالي لـ"البنية الكبرى"
للغرض أو للمحور الإجمالي
للملفوظ:"البنى المتناهية
الكبر هي بنى إجمالية
تشبه ترسيمة. وهي بخلاف
البنى الكبرى لا تتحدد
بـ"محتوى" إجمالي ولكن
بـ"شكل" إجمالي للخطاب
محدد، كما في الإعرابي،
بمقولات ترسيمية" ( ). هكذا
أخيرا ختم سؤال الأصنافيات
بالانعقاد حوا التأمل
في البنى النصية المتناهية
الكبر التي نعيد تعريفها
هنا بوصفها ترسيمات طرازية
ذات اتساع محصور بإجراء
تفريق بين البعد النصي
والبعد المقطعي.
ومن زاوية نظر
عرفانية، نسلّم اليوم
بأنّ الترسيمات الطرازية
(طبعا) لا تقرأ حسابا لنفسها
فقط بين جميع مظاهر الفهم
وإنتاج النصوص. كل نوع
من المعرفة يدخل ضمن هاتين
العمليتين (معارف براغماتية
ومعرفة العوالم الممثلة
،إلخ..). وينبغي ألا يعوق
تنوع المعارف المستلزمة
البحث بل بالعكس ينبغي
أن ينشط تصوّرا نسقيا
للممارسات ومن ثم ينشط
عملا عن الأنظمة أو الوحدات
المعتبرة. في الأعمال
التي يمثلها الفهم كما
يمثلها الإنتاج، تجهز
معرفة الترسيمات الطرازية
المؤولين والمنتجين بمجموعة
من الإستراتيجيات حول
المسائل المخصوصة. وكما
أشار كينتش W.Kintsch إلى ذلك في خصوص
القراءة، فإنّ الترسيمات
الطرازية تقود استراتيجيات
الفهم وتراقبها:"من المؤكد
أنه يمكن المرور عبر هذه
الإستراتيجيات، ولكن
القدرة على استعمال استراتيجيات،
ولكن القدرة على استعمال
استراتيجيات تنظيمية
مخصوصة تعد مساعدة هامة
للقارئ"( ). ويمثل
موضوع كتابنا
هذا في المرور من نظرية
البنى المتناهية الكبر
إلى افتراض حول البنية
المقطعية للنصوص وحول
الطرز الأساسية للترسيمات
المقطعية. ويتعلق الأمر
بمحاولة تفسير عدد مهين
من أعمال النصانية. وإذا
كانت مقاربات أخرى ممكنة
بالتأكيد فإن إفادة المنوال
المقترح ينبغي أن تقيم
في حدود استلزامات للنظرية
قابلة للتحقق. والمراقبة
التجريبية لنظرية تفسيرية
إنما تكون غير مباشرة.
وكما يؤكد ذلك استشهادنا
بكان P.Kahn
في تصدير هذه المقدمة،
فإنّ تفوّق نظرية على
نظيراتها لا يكون إلاّ
إذا قرأت تلك النظرية
حسابا بطريقة موحّدة
لعدد من الظواهر أكبر
وأكثر تنوعا [ممّا توفّره
النظريّات الأخرى].
2-أيّ أساس للتصنيفية
نختار؟: يمكن أن تتشكّل
الافتراضات الأصنافية
انطلاقا من عروض متنوّعة
جدّا. وينبغي أن تقيم الإفادة
والحدود والجدوى من أصنافية
لسانية في إطار نظريّ
جامع. ويحسن استخراج انعكاس
التنافر المبهم على التصنيفات
الموجودة حتى نتبيّن
حدود المقاربة اللسانية.
لذلك، نقترح إقامة تمييز
بين مفهومي النصّ والخطاب
انطلاقا من كون التطبيقات
الخطابية التي تحدّث
عنها باختين خاصة أشكالا
متطورة ومواضيع متعددة
الاختصاص بامتياز. ويمكن
الحديث عن تشكيلات خطابية
دينية، صحافية، سياسية
أو أدبية تنشأ ضمنها أنماط
الخطاب الدينية كالصلاة،
القسم، السيرة، الأمثال:
وأنماط الخطاب الصحافية
كالمتفرقات، التحقيق،
الافتتاحية، الموجز:
وأنماط الخطاب الأدبية
التي نشير[فيها] إلى أنه
"إلى جانب الأنماط الكبرى
كالمأساة والرسالة والملحمة،
وهي قارة نسبيا ثقافة
معينة، توجد أنماط أضيق
تخضع لتنويعات تاريخية
كبيرة: الكوميديا القصيرة
والنشيد الرعويّ والرواية
الأنيقة" (مانغنو 1990). أي أن
نقول إنّ وراء أشكال المقطعة
الأساسية التي كنّا بصدد
الحديث عنها، تقنينات
اجتماعية –أجناسية تستعمل
في كل تواصل لفظي (راستييه1989:47Rastier,)، بديهي
أنها تقنيات لا تعود إلى
تنظير لساني صرف وأننا
مضطرون لذلك إلى أن نوسع
مؤقتا دائرة تفكيرنا.
ولو أنّ اللسانيات النصية
تضع مؤقتا الشروط الاجتماعية
التاريخية لإنتاج الملفوظات
جانبا، فإنّها لا تتأسّس
على تصوّر استقلاليّ
وهميّ لدراسة اللغة. وبحوث
المقولة الإنسانية تقيم
جسرا بين المعارف الكونية
اللسانية، فالمتكلمون
يستعملون- لمعرفة عالم
النصوص- مقولات ينبغي
أن نحاول مراعاتها والمحاولة
الحالية إنما هي تفكير
في بعض المقولات التي
تؤسس كل إنشاء نصي.
وبتمييزنا بين
الملفوظ والنص، نؤكد
مقاربتين للمسائل النصية
ومحورين للتنظير(نحاول
الاحتفاظ بهما في لحظتين
متميزتين من تفكيرنا
ومن أعمالنا). فالملفوظ
القابل للملاحظة والوصف
–باعتباره "نصا" بمعنى
الموضوع المادي الشفوي
أو المكتوب وبمعنى الموضوع
الاختباريّ-، ليس النص
موضوعا مؤسسا اصطلاحيا
وينبغي أن يفكر فيه في
إطار نظرية (تفسيرية) لبنيته
التكوينية. هذا التعريف
للنص موضوعا مجردا، في
مقابل الخطاب، يكاد يكون
مجمعا عليه الىن. ففوكس
Fuchs من وراء
سلاكتا Slakta تعرّف الخطاب بهذه
الألفاظ:"هو موضوع ملموس،
منتج في وضعية معينة بتأثير
شبكة معقدة من المحددات
الخارج لسانية (اجتماعية،
إيديولوجية)" ( ).
والنص موضوع دراسة يعسر
تحديده عسرا يجعل من الضروري
منهجيا إجراء بعض الاختيارات.
ويمكننا إن ندع جانبا،
للحظة، بعد أفعال اللسان
الخطابي المحض، دون أن
نصادر لذلك على استقلال
وهمي للمنتوجات اللغوية:
إذ يتعلق الأمر فقط بعرض
وجهة النظر تلك ما دامت
تساعدنا على التأكد من
المظاهر الأساسية للوضع
في خطاب، ما دامت تمكننا
من إعادة قراءة تقليد
بلاغي نسيته بسرعة موضة
بنيوية مؤسسة على مصادرات
انفصاليةز والتفكير الذي
نعرضه في هذا الكتاب تهيمن
عليه إرادة التفكير لسانيا
في طبيعة كل منتوج لغوي
ذي تكوينية متنافرة بعمق.
وهذه التنافرية هي عامة
أساس رفض المساعي الإضافية.
والتعقد النصي قابل للملاحظة
وللتناول من زاوية نظر
أصنافية بشرط تبني وجهةنظر
وحدوية. أما الأصنافيات
التلفظية التي كثيرا
ما يعتمدها اللسانيون
(بنفنيست Benveniste، فينرايش 1974 Weinirich، سيمونان-
غرومباخ 1975 Simonin- Grumbach) فهي مفيدة بالتأكيد
في مستوى دقيق من تعريف
النصانية، ونعتبر أن
الأصنافية المقطعية المعروضة
هنا [في هذا الكتاب]. وجهة
نظر جزئية حول موضوع متنافر.
والوحدات التلفظية والمقطعية
تكميلية ولا تشكل أي منها،
وحدها، أساس أصنافية
قابلة لأن تحيط كليا بجميع
مظاهر النصانية وبجميع
أنواع النصوص. وهذه [الرؤية]
الوحدوية تقف بالتأكيد
وراء إمكان توزرعنا كل
صنف من المقاطع توزيعا
للسمات الصرفية الإعرابية
شديد الصرامة.
الرسم [التالي]
يوضح أماكن الإرساء الممكنة
لعدد معين من الأصنافيات
أو أسس التصنيف. ونشير
بسرعة إلى سبعة أماكن
واضعين اهتمامنا فقط
في المستوى السادس: لقد
وضعنا في [1] أصنافيات باختين
–فلوشينوف الخطابية-
المقامية، وفي [2] أصنافيات
الأنماط (الأدبية و/ أو
الاجتماعية). ويمكن أن
تنضاف إلى هذه الأصنافيات
القائمة على أسس غرضية
والآخذة في حسابها المقابلة
بين الخيال واللاخيال
[5]. وأخرى أكثر لسانية تقوم
على أسس تلفظية [3] أو مقطعية
[4]. أما التأملات الأصنافية
الموضوعة في [8] فتظهر لنا
مفرطة الطموح وغير مفيدة
كثيرا مع التنافرية التكوينية
التي أثرناها أعلاه. ويلوح
لنا وضع التفكير الأصنافي
في [1] أو في [2] شديد الطموح
أيضا أو صعب المأخذ من
زاوية النظر اللسانية
التي نتبناها هنا. أما
قوانين تصنيف الأعمال
المتضمنة في القسم [3] (لـسيرل
Searle وأوستين
وأتباعهما) فهي مضاعفة
أحيانا بأصناف أكثر تقريبية:"سرد"،
"تعليم"، "وصف" عند مالارميه
أو أيضا: "حكاية"، "تفسير"،
"تعليم" عند سارتر.
الرسم 1: أسس
التصنيفية:
بعد الفصل الأول
الذي يرسم إطار نظريتنا
المقطعية، نهتم في الفصول
من 2إلى 5 بالأشكال الموحدة
المدير وهي الخبر والوصف
والحجاج والتفسير، والفصل6
يهتم بشكل إنشائي متعدد
المديرين: الحوار. أما
الفصل 7 والأخير فيعنى
بتسجيل صيغة إذراج المقاطع
السردية في نمط أدبي حواري
بامتياز هو :المسرح. واخترنا الحديث
عن المسرح الكلاسيكي
لبيان أنه نمط سردي ولتفسير
مغزى الفصول السابقة
في تقديرنا: ألا وهو العناية
بالممارسات الخطابية
الأشد تعقيدا باختيار
نمط أدبي واقع بين الخطاب
المتعدد المديرين والخطاب
الموحد المدير، بين الشفوي
والمكتوب، خيارا حرا.
وينبغي أن تقيم جدوى النظرية
المقطعية وتقارن بغيرها
من المقترحات في ضوء وضعها
على محك التجربة (2).
جون
ميشال آدم
Jean Michel Adam: 1992, Les textes , types et prototypes (récit; description; argumentation; explication
et dialogue) Eds. Nathan; p.p.11-17(introduction: une typologie parmi d'autres).
ثبت اصطلاحي: فيما
يلي عرض لأهم المصطلحات
العربية التي ترجمنا
بها مصطلحات النص الفرنسي،
مرتبة ترتيبا ألفبائيا
دون إرجاعها إلى جذورها:
و
د