saber habacha articles

linguistique

Home
About Me
Favorite Links
Contact Me
My Resume
linguistique
see my articles

 

 

أصنافية بين أصنافيات أخرى

الترسيمات الطرازية

(باختين، ديك، جاكبسون)

 

 

   *تصدير: لا ترتكز نظريتان تفسيريتان متنافستان على ظواهر مختلفة[...] ولكنّهما ترتكزان على تفسيرات مختلفة للظواهر نفسها. ويتعلق معيار اختيار نظرية أساسا بأهمية ظواهر يسمح نمط موحد من التفسير بالقول باندراجها فيه وبتنوّع تلك الظواهر: وتتفوق نظرية على أخرى لأنّ قدرتها أكبر على التفسير (كان Kahn).

   -الأصناف الأساسية والتغاير النصّي: اللساني الذي يعبر بوضوح عن الحاجة إلى الترتيب الأصنافيّ هو بالتأكيد ميخائيل باختين Bakthine الذي يضع مقترحة على تخوم علم الاجتماع وفقه اللغة واللسانيات والأدب. فقد كتب باختين وفولوشينوف Volchinov عن أشكال الخطاب الملموسة المستقلة عن صلات الإنتاج وعن البنية الاجتماعية السياسية كتبا يقولان :"إن أصنافية هذه الأشكال هي إحدى أكثر المشكلات حيوية بالنسبة إلى الماركسية [...] كل عصر وكل مجموعة اجتماعية لهما قائمة لأشكال الخطاب خاصة بهما في التواصل الاجتماعي الإيديولوجي" (             ). ويبدو موقف باختين في كتاب "مشكلة النص"شديد الأهمية بالنسبة إلى ما نحن بصدده:"تدخل أشكال اللسان والأشكال النمطية للملفوظات، أي أنماط الخطاب، في تجربتنا وفي وعينا بطريقة متواصلة ودون أو ينقطع تعالقها الضيق. وتعلم الكلام هو تعلم بنيتة ملفوظات (لأننا نقول ملفوظات لا قضايا معزولة، بل أكثر من ذلك فنحن طبعا لا نقول كلمات معزولة). فأنماط الخطاب تنظم كلامنا بالطريقة ذاتها التي تنظمه بها الأشكال النحوية (الإعرابية)" (              ).. إن تفكير اللساني الروسي (باختين) على قدر من الأصالة بحيث تتجاوز كفاءة المتكلمين اللسانية حدود الجملة في اتجاه "أنماط الملفوظات الثابتة نسبيا" (               ) وفي اتجاه ما يسميه في موضع آخر "إعراب الكتل اللفظية الكبيرة" (              )، تلك "المجموعات اللفظية الكبيرة: ملفوظات الحياة اليومية الطويلة والحوارات والخطابات والمصنفات والروايات"(نفسه). ويعتقد باختين، زيادة على عدم فصله بين مجالات المكتوب والشفوي، أن الإنتاج والتأويل متزامنان:" إننا نتعلم قولبة كلامنا في أشكال النمط ونحدس النمط بسماعنا كلام الآخرين بدءا ومنذ الكلمات الأولى ونتنبأ بالحجم (الطول التقريبي لمجموع خطابي) وبالبنية التكوينية المعطاة، وبعبارة أخرى نستبق النهاية فنشعر منذ البداية بالمجموع الخطابي الذي يبسط إثر ذلك اختلافاته في مسار الكلام. إذا كانت أنماط الخطاب غير موجودة وإذا لم نتمكن منها، علينا اختلاقها للمرة الأولى في مسار الكلام، وعلينا تأسيس كل ملفوظاتنا: حيث التبادل اللفظي قد يكون شبه مستحيل" (             ).

   فإذا كان باختين لا يتردد في الحديث عن أنماط ملفوظات ثابتة (نسبيا)، فإنه يؤكد شدة حراك الردود السريعة والحوار اليومي والخبر المألوف والرسالة وتنوعها معتبرا إياها أنماط الخطاب اليومي الأساسية:" فالمتكلم يتلقى إذن زيادة على أشكال اللسان المشترك المتقادمة (المكونات والبنى النحوية) أشكال الملفوظ التي ليست أقل تقادما بالنسبة إليه، أي وهؤلاء ضروريون مَثَلهم في ذلك مثل أشكال اللسان. وتبدو أنماط الخطاب إذا ما قورنت بأشكال اللسان أكثر تغيرا ومرونة ولكنها بالنسبة إلى المتكلم ليست لها أقل من قيمة معيارية: فهي معطاة وليس هو الذي يخترعها. لذلك قد يعتبر الملفوظ في فرادته، رغم فرديته وإبداعيته، توليفا مطلق الحرية لأشكال اللسان" (              ). ويلوح خلف بعض التردد المصطلحي والخصيصة البرمجية لكتابات باختين أساسا، مع ذلك ثمة افتراضان لسانيان قويان، يتحمل الأول بأصناف قارة نسبيا للملفوظات التي يعينها بوصفها أنماط الخطاب "الأولى" حاضرة كما فيالأنماط الأدبية (أنماط "ثوان" بامتياز)، في ملفوظات الحياة اليومية. فافتراض باختين المتعلق بـ"أنماط خطاب"سابقة للأدب –كاللسان نفسه- تتجاوزه بعموميتها، هو افتراض يستحق أن يؤسس لتعقد الأشكال الأكثر تبلورا على عدد معين من الأشكال الأساسية التي ينبغي تقريبا اعتبارها أشكالا طرازية Prototypique ،وبعبارة أخرى هي أصناف قارة نسبيا لملفوظات أساسية قابلة لتحويلات وتوليفات لا متناهية في الأنماط "الثواني"، وهكذا"، فالبنية الأساسية للمقطع السردي توجد في أسس الملحمة والخرافة وأغلب الروايات والسرد المسرحي الكلاسيكي عرضا وعرضا وحلا للعقدة، وبالتوازي مع ذلك توجد في التحقيق وفي المتفرقات الصحافية وفي الحكاية الشفوية أو النكتة السائرة. وسنخصص الفصول اللاحقة لافتراض حول هذه الوحدات الدنيا للتكوين النصي أشكالا أساسية للغة العادية، منتقلين بتحليل باختين من الحقل الاجتماعي اللساني للأنماط الخطابية في شكل اتجاه حقل أدقه هو اللسانيات النصانية. ويتصل افتراض باختين القوي الثاني بعلاقات الوحدات (جملا أو قضايا) بـ"كل الملفوظ التام" في نظامه التكويني:"كل ملفوظاتنا تهيئ لشكل نموذجي قار نسبيا لبنينة الكل. فعندما نختار صنفا من القضايا معينا، فإننا لا نختار قضية معينة تبعا لما نريد التعبير عنه بواسطة تلك القضية فقط، بل نحن نصطفي صنفا من القضايا تبعا لكل الملفوظ التام الذي يمثل لدى خيالنا الشفوي.. والذي يحدّد موقفنا. فالفكرة التي نحمل عن شكل ملفوظنا، أي عن نمط مخصوص من الخطاب، هي التي تقودنا في مسارنا الخطابي" (                ).

   ورغم أن باختين لم يصرح قط –فيما نعلم- بكيفية تمفصل السياق الاجتماعي السياسي واختيار تنظيم تكويني، فإن اللسانيات المعاصرة يمكنها أن تتجنب التساؤل عن حدود استقلال اللسان (القواعد الصوتية والمعجمية والصرفية والإعرابية والدلالية المنطقية الأساسية). فما هي مشاركة تحديد النظام المشدد في الوضع في النص وفي الخطاب؟ وهل الوضع في كلمات محدد فقط بقواعد مؤسسة في اللسان أم هل هو يتوفق أساسا على قيود التفاعل؟ كثيرا ما ألح رومان جاكبسون Jakobson على المبدأ البنيوي المتمثل في تحديد الكل للأجزاء وتحديد الأجزاء للكل. وينبغي ألا تهمل مسألة الاستقلال النسبي للأجزاء (الأزمنة الفعلية، قواعد المطابقة، ألخ...)، إذ تخضع مقولات لغة معينة لتعديلات وتخصيصات مختلفة، في النص المصاحب Cotexte من جهة وفي السياق contexte من جهة أخرى (1).  وقد كتب ميشال فوكو بوضوح شديد في كتابه "أركيولوجيا المعرفة" بأن "ما يوضع في نص مكتوب وفي محادثة، في جريدة وفي كتاب، في رسالة وعلى معلقة، ليس التركيب نفسه ولا المفردات ذاتها: بل أكثر من ذلك إذ توجد متتاليات من الكلمات تكون جملا مفردة مقبولة تماما إذا ما وضعت عناوين كبرى في صحيفة وهي مع ذلك لا يمكن عدها أبدا جملة ذات معنى في سياق محادثة" (1969:144). فإذا ما عدنا الآن إلى الحقل اللساني الخاص نجد هاليداي وحسن Halliday and Hasan  لا يترددان في مؤلَّف مدرسيّ عن اللسانيات النصّية (الانسجام في الإنكليزية) في الحديث عن "بنى كبرى" تجعل الانص نصا ذا "طبيعة مخصوصة –محادثة، قصا، لأغنية، مراسلات تجارية،إلخ.."(                  ). فكل نوع من النصوص تلك ذو بنية خطابية خاصة حسب المؤلفين، ويقصدان بذلك البنية الإجمالية "المرتبطة ضروريا بمفاهيم القص، الصلاة، الأغاني الشعبية، المراسلات الرسمية، الموشحات.." (                       ). وبعد سنوات قليلة، تحدث فان ديك Van Dijk (            )، في إطار نظريته عن النص، عن "بنى متناهية الكبر" مع احتفاظه بالمفهوم الدلالي لـ"البنية الكبرى" للغرض أو للمحور الإجمالي للملفوظ:"البنى المتناهية الكبر هي بنى إجمالية تشبه ترسيمة. وهي بخلاف البنى الكبرى لا تتحدد بـ"محتوى" إجمالي ولكن بـ"شكل" إجمالي للخطاب محدد، كما في الإعرابي، بمقولات ترسيمية" ( ). هكذا أخيرا ختم سؤال الأصنافيات بالانعقاد حوا التأمل في البنى النصية المتناهية الكبر التي نعيد تعريفها هنا بوصفها ترسيمات طرازية ذات اتساع محصور بإجراء تفريق بين البعد النصي والبعد المقطعي.

   ومن زاوية نظر عرفانية، نسلّم اليوم بأنّ الترسيمات الطرازية (طبعا) لا تقرأ حسابا لنفسها فقط بين جميع مظاهر الفهم وإنتاج النصوص. كل نوع من المعرفة يدخل ضمن هاتين العمليتين (معارف براغماتية ومعرفة العوالم الممثلة ،إلخ..). وينبغي ألا يعوق تنوع المعارف المستلزمة البحث بل بالعكس ينبغي أن ينشط تصوّرا نسقيا للممارسات ومن ثم ينشط عملا عن الأنظمة أو الوحدات المعتبرة. في الأعمال التي يمثلها الفهم كما يمثلها الإنتاج، تجهز معرفة الترسيمات الطرازية المؤولين والمنتجين بمجموعة من الإستراتيجيات حول المسائل المخصوصة. وكما أشار كينتش W.Kintsch إلى ذلك في خصوص القراءة، فإنّ الترسيمات الطرازية تقود استراتيجيات الفهم وتراقبها:"من المؤكد أنه يمكن المرور عبر هذه الإستراتيجيات، ولكن القدرة على استعمال استراتيجيات، ولكن القدرة على استعمال استراتيجيات تنظيمية مخصوصة تعد مساعدة هامة للقارئ"(  ). ويمثل موضوع  كتابنا هذا في المرور من نظرية البنى المتناهية الكبر إلى افتراض حول البنية المقطعية للنصوص وحول الطرز الأساسية للترسيمات المقطعية. ويتعلق الأمر بمحاولة تفسير عدد مهين من أعمال النصانية. وإذا كانت مقاربات أخرى ممكنة بالتأكيد فإن إفادة المنوال المقترح ينبغي أن تقيم في حدود استلزامات للنظرية قابلة للتحقق. والمراقبة التجريبية لنظرية تفسيرية إنما تكون غير مباشرة. وكما يؤكد ذلك استشهادنا بكان P.Kahn في تصدير هذه المقدمة، فإنّ تفوّق نظرية على نظيراتها لا يكون إلاّ إذا قرأت تلك النظرية حسابا بطريقة موحّدة لعدد من الظواهر أكبر وأكثر تنوعا [ممّا توفّره النظريّات الأخرى].

   2-أيّ أساس للتصنيفية نختار؟: يمكن أن تتشكّل الافتراضات الأصنافية انطلاقا من عروض متنوّعة جدّا. وينبغي أن تقيم الإفادة والحدود والجدوى من أصنافية لسانية في إطار نظريّ جامع. ويحسن استخراج انعكاس التنافر المبهم على التصنيفات الموجودة حتى نتبيّن حدود المقاربة اللسانية. لذلك، نقترح إقامة تمييز بين مفهومي النصّ والخطاب انطلاقا من كون التطبيقات الخطابية التي تحدّث عنها باختين خاصة أشكالا متطورة ومواضيع متعددة الاختصاص بامتياز. ويمكن الحديث عن تشكيلات خطابية دينية، صحافية، سياسية أو أدبية تنشأ ضمنها أنماط الخطاب الدينية كالصلاة، القسم، السيرة، الأمثال: وأنماط الخطاب الصحافية كالمتفرقات، التحقيق، الافتتاحية، الموجز: وأنماط الخطاب الأدبية التي نشير[فيها] إلى أنه "إلى جانب الأنماط الكبرى كالمأساة والرسالة والملحمة، وهي قارة نسبيا ثقافة معينة، توجد أنماط أضيق تخضع لتنويعات تاريخية كبيرة: الكوميديا القصيرة والنشيد الرعويّ والرواية الأنيقة" (مانغنو 1990). أي أن نقول إنّ وراء أشكال المقطعة الأساسية التي كنّا بصدد الحديث عنها، تقنينات اجتماعية –أجناسية تستعمل في كل تواصل لفظي (راستييه1989:47Rastier,)، بديهي أنها تقنيات لا تعود إلى تنظير لساني صرف وأننا مضطرون لذلك إلى أن نوسع مؤقتا دائرة تفكيرنا. ولو أنّ اللسانيات النصية تضع مؤقتا الشروط الاجتماعية التاريخية لإنتاج الملفوظات جانبا، فإنّها لا تتأسّس على تصوّر استقلاليّ وهميّ لدراسة اللغة. وبحوث المقولة الإنسانية تقيم جسرا بين المعارف الكونية اللسانية، فالمتكلمون يستعملون- لمعرفة عالم النصوص- مقولات ينبغي أن نحاول مراعاتها والمحاولة الحالية إنما هي تفكير في بعض المقولات التي تؤسس كل إنشاء نصي.

   وبتمييزنا بين الملفوظ والنص، نؤكد مقاربتين للمسائل النصية ومحورين للتنظير(نحاول الاحتفاظ بهما في لحظتين متميزتين من تفكيرنا ومن أعمالنا). فالملفوظ القابل للملاحظة والوصف –باعتباره "نصا" بمعنى الموضوع المادي الشفوي أو المكتوب وبمعنى الموضوع الاختباريّ-، ليس النص موضوعا مؤسسا اصطلاحيا وينبغي أن يفكر فيه في إطار نظرية (تفسيرية) لبنيته التكوينية. هذا التعريف للنص موضوعا مجردا، في مقابل الخطاب، يكاد يكون مجمعا عليه الىن. ففوكس Fuchs من وراء سلاكتا Slakta تعرّف الخطاب بهذه الألفاظ:"هو موضوع ملموس، منتج في وضعية معينة بتأثير شبكة معقدة من المحددات الخارج لسانية (اجتماعية، إيديولوجية)" (  ). والنص موضوع دراسة يعسر تحديده عسرا يجعل من الضروري منهجيا إجراء بعض الاختيارات. ويمكننا إن ندع جانبا، للحظة، بعد أفعال اللسان الخطابي المحض، دون أن نصادر لذلك على استقلال وهمي للمنتوجات اللغوية: إذ يتعلق الأمر فقط بعرض وجهة النظر تلك ما دامت تساعدنا على التأكد من المظاهر الأساسية للوضع في خطاب، ما دامت تمكننا من إعادة قراءة تقليد بلاغي نسيته بسرعة موضة بنيوية مؤسسة على مصادرات انفصاليةز والتفكير الذي نعرضه في هذا الكتاب تهيمن عليه إرادة التفكير لسانيا في طبيعة كل منتوج لغوي ذي تكوينية متنافرة بعمق. وهذه التنافرية هي عامة أساس رفض المساعي الإضافية. والتعقد النصي قابل للملاحظة وللتناول من زاوية نظر أصنافية بشرط تبني وجهةنظر وحدوية. أما الأصنافيات التلفظية التي كثيرا ما يعتمدها اللسانيون (بنفنيست Benveniste، فينرايش 1974 Weinirich، سيمونان- غرومباخ 1975 Simonin- Grumbach) فهي مفيدة بالتأكيد في مستوى دقيق من تعريف النصانية، ونعتبر أن الأصنافية المقطعية المعروضة هنا [في هذا الكتاب]. وجهة نظر جزئية حول موضوع متنافر. والوحدات التلفظية والمقطعية تكميلية ولا تشكل أي منها، وحدها، أساس أصنافية قابلة لأن تحيط كليا بجميع مظاهر النصانية وبجميع أنواع النصوص. وهذه [الرؤية] الوحدوية تقف بالتأكيد وراء إمكان توزرعنا كل صنف من المقاطع توزيعا للسمات الصرفية الإعرابية شديد الصرامة.

   الرسم [التالي] يوضح أماكن الإرساء الممكنة لعدد معين من الأصنافيات أو أسس التصنيف. ونشير بسرعة إلى سبعة أماكن واضعين اهتمامنا فقط في المستوى السادس: لقد وضعنا في [1] أصنافيات باختين –فلوشينوف الخطابية- المقامية، وفي [2] أصنافيات الأنماط (الأدبية و/ أو الاجتماعية). ويمكن أن تنضاف إلى هذه الأصنافيات القائمة على أسس غرضية والآخذة في حسابها المقابلة بين الخيال واللاخيال [5]. وأخرى أكثر لسانية تقوم على أسس تلفظية [3] أو مقطعية [4]. أما التأملات الأصنافية الموضوعة في [8] فتظهر لنا مفرطة الطموح وغير مفيدة كثيرا مع التنافرية التكوينية التي أثرناها أعلاه. ويلوح لنا وضع التفكير الأصنافي في [1] أو في [2] شديد الطموح أيضا أو صعب المأخذ من زاوية النظر اللسانية التي نتبناها هنا. أما قوانين تصنيف الأعمال المتضمنة في القسم [3] (لـسيرل Searle وأوستين وأتباعهما) فهي مضاعفة أحيانا بأصناف أكثر تقريبية:"سرد"، "تعليم"، "وصف" عند مالارميه أو أيضا: "حكاية"، "تفسير"، "تعليم" عند سارتر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

   الرسم 1: أسس التصنيفية:

   بعد الفصل الأول الذي يرسم إطار نظريتنا المقطعية، نهتم في الفصول من 2إلى 5 بالأشكال الموحدة المدير وهي الخبر والوصف والحجاج والتفسير، والفصل6 يهتم بشكل إنشائي متعدد المديرين: الحوار. أما الفصل 7 والأخير فيعنى بتسجيل صيغة إذراج المقاطع السردية في نمط أدبي حواري بامتياز هو :المسرح. واخترنا الحديث عن المسرح الكلاسيكي لبيان أنه نمط سردي ولتفسير مغزى الفصول السابقة في تقديرنا: ألا وهو العناية بالممارسات الخطابية الأشد تعقيدا باختيار نمط أدبي واقع بين الخطاب المتعدد المديرين والخطاب الموحد المدير، بين الشفوي والمكتوب، خيارا حرا. وينبغي أن تقيم جدوى النظرية المقطعية وتقارن بغيرها من المقترحات في ضوء وضعها على محك التجربة (2).

             جون ميشال آدم

 

Jean Michel Adam: 1992, Les textes , types et prototypes (récit; description; argumentation; explication et dialogue) Eds. Nathan; p.p.11-17(introduction: une typologie parmi d'autres).

 

ثبت اصطلاحي: فيما يلي عرض لأهم المصطلحات العربية التي ترجمنا بها مصطلحات النص الفرنسي، مرتبة ترتيبا ألفبائيا دون إرجاعها إلى جذورها:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

و

 

 

 

 

د

الكتابة العربية و دعاوى المستشرقين *صابر الحباشة(تونس) لقد استوقفنا عدد هام صدر لمجلة "علم و حياة الفرنسية(1) تطرّق إلىملف الكتابة بين العصور و الأقوام و الديانات. و خُصص كما هو متوقع فصل للكتابةالعربية حرره أحد الباحثين الفرنسيين(2). و كعادة أغلب المستشرقين عمد صاحب الفصل إلى بث بعض الآراء التي تخالف ما استقر في تاريخ المسلمين من ثوابت، كما ألقى الباحث المذكور أقوال حق يُراد بها باطل فيما نزعم. و قد رأينا أن نحيط القارئ علما ببعض الأفكار التي أوردها صاحب الفصل المذكور لنبيّن ما ادّعيناه بشأنه من مخالفة ثوابت المسلمين و من إرادة الخلط أو التشويه. على أننا لا نزعم أننا ننتصب متصدّين له بالردّ و الإفحام فللإسلام ربّ يحميه و علماء يعلمون ردّ كيد المتزيّدين. و حسبنا في هذا المقام التنويه بأنّ من المستشرقين مَن لم يزل ينقّب في تاريخ العرب المسلمين و يُنقّرُ عساه يظفر بما يظلل به الرأي العامّ الغربي(3)_ فأنتم تعلمون و لا ريب_ أن جمهور قراء المجلة المذكورة هم المتقنون للسان الفرنسي و الغالبية الساحقة من هؤلاء تنتمي إلى الديانة النصرانية أو هم لائكيون أو لا-دينيون فالباحث المذكور يحاول تعريفهم تعريفا أكاديميا مرجعيا موثقا بالجداول و الصور و الكشوفات الأثرية بالكتابة العربية، و لكن من خلال ذلك التعريف يصطدم القارئ ببعض المعطيات و الأفكار التي تسرّبت نرى أنها تشوّه صورة الإسلام. فقد اعتبر الباحث المذكور أنّ اتخاذ الحروف العربية في كتابة لغات غير سامية نحو الأوردية التي يتكلّم بها الباكستانيون و الفارسية التي يتكلم بها الإيرانيون و التركية العثمانية التي كانت كتابة الخلافة العثمانية، يرى أن اتّخاذ الحروف العربية في كتابة تلك اللغات ليس أمرا عمليا و انما فرضته العقيدةُ و الاتنماء الإيديولوجي و حجته في ذلك أن العربية عنده قليلة الحركات(3 قصيرة و 3 طويلة) فهي لا تستوعب عمليا بعض اللغات الهندية الأوروبية كالفارسية و غيرها مما يعدّ أثرى من العربية في حركاتها. فقد أخرج الباحث فكرته هذه مخرج الموضوعية حتى لَيَعجبُ القارئ كيف نتّهمه بالتشويه في هذا السياق. و لكن ألا ترى أنّه عندما ذكر بعض لغات المسلمين التي تُكتب بالحروف اللاتينية(اللغة الصومالية و اللغة التركية) لم يعلّق على ذلك و لم يقل هي مِن باب اتباع المغلوب للغالب بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى و إسقاط نظام الخلافة و بعد احتلال الأوروبيين الحبشةَ(أثيوبيا الحالية)، و إنما اعتبر ذلك مقتضى من مقتضيات الحداثة و التحديث. لاحِظْ الكيلَ بمكيالين و اعتماد المعايير المزدوجة: فإذا استعمل غيرُ العرب كتابةَ العرب عُدَّ ذلك ضربا من التحيّز الإيديولوجي و رضوخا ليلطان العقيدة، أمّا إذا غيّر المسلمون حروفَ العربية إلى حروف لاتينية سُمّيَ ذلك حداثةً و ركوبا لقاطرة التقدّم أو على الأقلّ اعتُبر ذلك أمرا طبيعيا لا دخل للإيديولوجيا و لا للاستعمار فيه. أمّا الأمر الثاني الذي ادّعى فيه صاحب الفصل المذكور على الإسلام ادّعاء لا مراء فيه، فقوله عن الرسول صلّى الله عليه و سلّم إنّه يعرف القراءة و الكتابة محتجّا بكونه قبل البعثة كان تاجرا، و يرى أنّ أمّيّة الرسول أمرٌ ادّعته كتب السيرة المتأخرة و لم يرد نصّ قديم يثبت أمّيّة الرسول. والذي يستوقف الانتباه في هذا الرأي طابعه التبسيطيّ إذ يقوم في شقّه الأوّل بإجراء قياس مُضمر مقدّمته الكبرى : كلّ تاجر يعرف القراءة و الكتابة، و مقدّمته الصغرى: الرسول تاجر، و النتيجة: الرسول يعرف القراءة و الكتابة. و هذا قياس غالط من وجوه. أقربها إلى الذهن أنّه جعل الأمّيين لا يستطيعون التجارة و ذلك ظنّا منه أنّ الأمّيّ لا يحسن الحساب، فهذا تبسيط مخلّ. فليس كلّ تاجر يحتاج إلى القراءة و الكتابة، و إلى عهد قريب كانت نِسَبُ الأمّيّة عاليةً و لم نر الناس توقّفوا عن التجارة بدعوى أنهم لا يُحسنون القراءة و الكتابة. أمّا قوله إنّ أمّيّة الرسول صلّى الله عليه و سلّم أمر ابتدعه أصحاب كتب السيرة المتأخّرون(4) فلا نسلّم بقوله إذ القرآن يصرّح بحقيقة أمّيّة الرسول، قال تعالى:"هو الذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم"(سورة الجمعة، الآية2) و قال أيضا:"و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطّه بيمينك إذاً لارتاب المُبطلون"(سورة العنكبوت، الآية48). فضلا عن السنّة النبوية، ففي صلح الحديبية عندما رفض المشركون أن يُكتب في المعاهدة أنّ محمّدا رسول الله، استجاب لهم الرسول فمحاها الرسول بيده. فلو كان الرسول غير أمّيّ لما طلب من كاتب المعاهدة أن يُريَه العبارة التي أراد شطبَها. و لو كان الرسول غير أمّيّ لكان القرشيون المشركون أعلم الناس بذلك و لآخذوه على العبارة و هو يعرف القراءة. ثمّ لو كان يعلم القراءة و الكتابة لماذا اتّخذ كتبة للوحي؟ و حتّى عندما اتّهمه المشركون فقد قالوا:"أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تُملى عليه بُكرةً و أصيلاً"(سورة الفرقان،الآية5) و لم يقولوا (كتََبَها) مما يدلّ علة استعانة بغيره، أي استكتبها.(5)كما أنّنا نعلم أنّ جبريل عليه السلام يعرض القرآن على الرسول في كلّ رمضان مرّة، فكل هذه النصوص من القرآن و السنّة الصحيحة عند جمهور المسلمين و غيرها لا تترك شبهة عدم أمّيّة الرسول إلاّ شبهةً مردودة لا حجّة للقائل بها إلاّ الكيد و التلبيس. و أمّا الأمر الثالث الذي زعمه الفرنسي محرّر مقال"الكتابة العربية "في مجلة "علوم و حياة" الفرنسية، فهو أمر متداول عند الطاعنين للإسلام، وهو ادّعاؤه_ضمنيا_ أنّ القرآن من اختراع الرسول. ذلك أنّه استشهد بآية قائلا إنّ القرآن الذي أراده الرسول ذا لسان عربي مبين ، فكأنّ الرسول يتدخّل في الوحي. و هذا من أكثر الآراء الفاسدة التي تأتي على ألسنة طائفة من المستشرقين لووا رؤوسهم و أصرّوا و استكبروا استكبارا علوّا في الأرض بغير الحقّ، فأبوْا أن يُعاملوا الإسلام معاملة الدين السماويّ ، الدين التوحيدي الإبراهيميّ الخاتم، بل جعلوا يُنقّرون عن نقاط يروْن فيها نزعا لقداسة هذا الدين. و الرأي عندنا أنّ أغلب المستشرقين الذين ينحون هذا المنحى، إنّما يقيسون الإسلام على المسيحية و يقيسون القرآن على الأناجيل المُحرّفة، فهذه كُتبت بعد أن رُفع المسيح عليه السلام، لذلك تجد بينها تفاوتا. أمّا القرآن، فقد أشرف الرسول على كتابته إثر نزوله مُنجَّما و حرص الخلفاء الراشدون على جمعه في مصاحف متشدّدين في أخذ آياته عن صدور حفظته تشدّدا. و لكن ساء المستشرقين تأثيرُ النصّ القرآنيّ في المسلمين، فأرادوا له كيدا و مكروا و مكر الله و الله خير الماكرين. إنّ هذه العجالة التي أتيناها لا تُغني عن ردّ العلماء المختصّين على هذا الباحث الفرنسيّ و لا سيما بلغته ليكون ذلك انقع للسّمّ و أقنع للحسم. و الله من و راء القصد. -----------------------------------------------------------------(*)الهوامش: (1)Science&vie,n219,juin2002(hors série). (2)Christian-Julien Robin :Monde Arabe,une écriture réformée à l’aube de l’Islam. *كريستيان جوليان روبين مدير بحوث في مركز البحث العلمي الفرنسي القومي و مدير مخبر الدراسات السامية القديمة في الكولّيج دي فرانس، باريس. (3) انظر على سبيل المثال قوله متهجما على القرآن الكريم:"مسألة أخرى تطرح تتعلق بتجانس النص القرآنيّ و لعلّ تجميعه(انتحاله) تمّ خلال فترة طويلة نسبيا يمكن أن تتجاوز القرن" هذا الطعن في مستوى المصحف القرآني يعضده المستشرق نفسه بطعن آخر في مستوى المضمون، يقول:"إنّ تحليل القضايا الواردة في القرآن يوضّح وجود أفكار أجنبية عن الجزيرة العربية، هي خاصّة بالديانتين اليهودية و المسيحية" فهو يتغافل _لأنّنا نعرف أنّه يعلم ذلك_ عن وجود عرب نصارى و عرب يهود قبل البعثة و عند البعثة المحمّدية و لكنه يواصل غيّه مدّعيا أنّ " الطريقة التي تعرض بها المصادر الشرق أوسطية للقرن السابع الميلاديّ(الأوّل الهجري)للفتح الإسلامي ، لا تقوم سوى بافتراض أنّ محمّدا (صلّى الله عليه و سلّم)يقع في مسار اعتقاد اليهود في انتظار ). messianismeالمهديّ ( و توجد أطروحة أخرى حديثة ترى أنّ النص القرآنيّ وقعت صياغته صياغة متأخرة بتعديل النقاط التي تميّز الحروف المتشابهة بعضها عن بعض و تتوقّع هذه الأطروحة وجود وثائق محرّرة باللغة الآرامية النصرانية(أو السّريانية)، تقف وراء الخطّ العربيّ الحاليّ". و لا يتورّع كريستيان جوليان روبين عن هذا الزيغ الذي يعرض لنظريات لا دليل عليها و لا غاية من ورائها إلاّ بثّ البلبلة في عقول الذين يريدون معرفة الإسلام و اللغة العربية، بل هاهو يُثني على اليهود قائلا:" و خارجا عن بعض الباحثين الإسرائيليين تحديدا الذين يواصلون في أناة طبع المصادر الإسلامية و دراستها و يبحثون عن كلّ المعطيات القابلة للتحقّق بفضل التجميعات ، خارجا عن هؤلاء، فإنّ الاتجاه العامّ ينحو نحو الرفض الجذريّ: الإسلام الذي نعرفه نشأ في العراق بعد منتصف القرن الثامن الميلاديّ(الثاني الهجريّ) على أيدي مثقفين من أصل يهودي أو مسيحي،استجابةً للحاجات الإيديولوجية للإمبراطورية التي كانت في طور النشأة. وهو إسلام لم يأخذ شيئا ذا بال من الهداية المحمّدية. زد على ذلك هل يُعقل أن يكون مهدُ تلك الديانة غربَ الجزيرة العربية و الحال أنها منطقة تتميّز بالتخلّف(الفقر المادّي و العقليّ لعالم الرّحّل) و العُزلة؟"("علم و حياة"ص.110) إنّ الروح الحاقدة لَتَشفّ من وراء السطور، إنّ نبرة استشراقية معادية للإسلام تلوح قارئة تاريخ الإسلام بالمقلوب: فمكان أن يشيد بروح التسامح في الإسلام إذ أكرم أهل الكتاب ، يدّعي أنّ اليهود هم الذين أسّسوا "الإسلام الذي نعرفه"، و كم هي غريبة هذه العبارة من باحث _من المفترض أن يكون أكاديميا_ فهو معجَب رغم انفه بالحضارة الإسلامية و لكنه ساءه أن تُنسبَ إلى العرب ،فهو بحقّ مضادّ مُعادٍ للساميّة جاحدٌ للحقيقة حتّى و إن توارى خلف تقيّة اليهود الذين لم يدّخرْ جهدا لمدحهم. (4)hagiographies (5) انظر لسان العرب ، مادّة(ك / ت/ ب).

تمهيد تشومسكي لكتاب"اللغة والعرفان" لجون ييف بولوك نعّوم تشومسكي تعدّ دراسة اللغة من بين مجالات التحليل النظامي الأكثر قدما. وقد تراكمت فيها مجموعة ثرية من النتائج ذات أهمية كبرى خلال تاريخ يعود إلى الهند وإلى اليونان القديمة. وإذا نظرنا إليها من زاوية نظر أخرى بدت لنا فرعا علميا ناشئا. ومجموع الأبحاث التي يقدّمها جون ييف بولوك(*)لم يتشكّل إلا منذ أربعين سنة، في فترة أُحييت فيها بعض الأفكار المفيدة وأعيد اكتشافها من التقليد اللساني، فتحا لمسلك في البحث ظهر شديد الخصوبة. فليس عجيبا أن تثير اللغة تلك الدهشة طوال هذه المدة الطويلة. ويبدو أن اللغة - في الواقع- تمثل حقّا "خاصية الجنس( البشري)" المشتركة أساسا بين الناس، وكائنات أخرى إن كنا لا نعلم، دون أن يكون ثمّة مماثل دالّ لدى تلك الكائنات. ولا يوجد اليوم سبب جدّيّ لوضع الفكرة الديكارتية - القائلة بأنّ القدرة على استعمال العلامات اللسانية للتعبير من الأفكار المتمثلة بشكل حرّ، تشكّل " التفريق الحقيقي بين الإنسان والدابّة"- موضع شكّ. وعلى مستوى أعم، فإنّ الخصائص الأساسية للغة- ما أمكننا الحكم عليها- هي خصائص استثنائية في العالم البيولوجي، بما فيها الخصيصة الأكثر جوهرية فيما بينها، ونعني كونها لا متناهيا لا تناهيا خفيا. هذه الخاصية المتفردة قد أدهشت غاليلي الذي كان يعتبر أنّ اكتشاف وسيلة توصل لكلّ شخص "أفكارنا الأكثر سرية...(بواسطة) ...أربعة وعشرين حرفا" هو أكبر اختراع عرفته البشرية، مما جعل نجاح سائر الاختراعات يعتمد على اللامتناهي الخفي للسان الذي تسجله تلك الحروف. بعد ذلك ببضع سنوات، اندهش نحاة بور روايال بـ"هذا الاختراع المذهل المتمثل في تركيب ما لا نهاية له من الكلمات انطلاقا من خمسة وعشرين أو من ثلاثين صوتا"، وتلك الكلمات المركبة تسمح لنا بأن نبوح للآخرين- الذين لم يطلعوا على عقولنا مع ذلك- بـ"كلّ ما نتصوره وبمختلف حركات أرواحنا". ومن جهة نظر معاصرة، فإننا لا نتحدث عن "اختراع"، ولكن الأمر يصبح "عجيبا" وقابلا للملاحظة بوصفه نتاجا تطور بيولوجي لا نعرف عنه في الظروف الحالية إلا الشيء القليل. إن الملكة اللغوية يمكن أن تعتبر عقليا "عضوا ذهنيا" بالمعنى المجرد الذي نتحدث فيه عن نظام قناعة جهاز الدورة الدموية أو عن النظام البصري بوصفهما أعضاء في الجسم. عمليا، هذا النظام الفرعي للفكر/ هو جزء لا يتجزأ –بشكل حقيقي- من أي مظهر للحياة وللفكر ولتفاعلات الإنسان وينبغي أن يكون لهذا النظام الفرعي نصيب وافر من النجاح البيولوجي الباهر للجنس البشري. إنّ عالمنا قد يقدم من كوكب المريخ ويلاحظ عقليا الظواهر المثيرة للفضول والتي تكون الأرض مسرحا لها، لا يسعه إلا أن يصدم بأهمية ظهور هذا الشكل الوحيد للتنظيم العقلي ودوره. فلا غرابة أن يثير هذا الموضوع ذو الألغاز الكثيرة فضول أولئك الذين يحاولون فهم طبيعتهم الخاصة والمنزلة التي يحتلونها في العالم. لقد حاول النحو التوليديّ المعاصر على الأقل ملامسة بعض المواضيع التي تشغل التقليد اللساني. لقد تشكل في سياق ما يسمى أحيانا "الثورة العرفانية" للسنوات الخمسين (من القرن العشرين) وأسهم بشكل حاسم في تطويرها. وسواء أكان اللفظ " الثورة " مشروعا أولا، فقد جد تغير كبير في الرؤى: فقد مررنا من دراسة السلوك وآثاره إلى دراسة الآليات الداخلية للفكر وعن الطريقة التي تستعمل بها تلك الآليات في العمل والتأويل، إنّها مقاربة "ذهنية" لا جدال فيها: موضوعها هو "المظهر الذهني" للواقعة الذي يوجد جنبا إلى جنب مع مظاهرها الفيزيائية، الكيميائية، البصرية، إلخ. إنّها تنزع إلى دراسة كائن واقعي في العالم الطبيعي الدماغ، أحواله ووظائفه-، ومن ثمة فهي تعمل على دمج دراسة علم النفس ضمن التطبيقات البيولوجية، إلى حد معين. من زاوية النظر هذه، فإنّ نحو لسان هو نظرية حالة الدماغ، في ظرف وجود حالة ملكة لغوية للدماغ، كما تنتج عن مسار اكتساب اللسان. أمّا ما نسمّيه أحيانا "نحوا كلّيا"- نستعمل في ذلك اصطلاحا تقليديا في إطار مفهومي جديد- فهي نظرية لحالة بداية الملكة اللغوية قبل أن تصطبغ بتجربة من التجارب الخارجية. إنّ دراسة أحوال الدماغ المختلفة هذه، تنتمي عن جدارة إلى علوم الطبيعة وينبغي لها مبدئيا أن تدمج فيها ظواهر من مصادر شتى. إنّ الحالات والتمثلات والمبادئ والشروط المصادر عليها تصف خصائص الدماغ بتجريد الآليات الدماغية التي تنجزها، وهي غير معروفة إلى اليوم، كما يتم ذلك (الوصف) غالبا في علوم الطبيعة. وكما في العلوم عموما، فان المقاربة المتبناة والافتراضات التي توجهها تعد مشروعة، متى سمحت بتوصيفات مناسبة وبتفسيرات خلاقة وبتعريفنا ببرامج أبحاث خصبة (مثمرة). لنفرض أنّ ملَكة زيد اللغوية هي في حالة ل. فإنّه يمكننا القول إنّ ل هي لسان مُدَخْلَنٌ (أو لسان- ل) "يولد" ما لا نهاية له من التعابير، يكون كلّ واحد مركبا من الخصائص. وهذه التعابير توفر "تعليمات" لنظام إنجاز زيد، فزيد يتصرف – مجهّزا بلسانه الداخليّ وبنظام إنجازه التابع له – في مجموعة واسعة من المعارف حول أشكال التعابير ومعانيها كما يتصرف في قدرة كبيرة على تفسير ما يسمعه وفي التعبير عن فكره وفي استعمال لسانه ل في أغراض متباينة. لقد استعادت "الثورة العرفانية" وأعادت تشكيل عدد من الحدوس والنتائج والتساؤلات التي ترجع إلى ما يمكن تسميته"الثورة العرفانية الأولى"للقرنين السابع عشر والثامن عشر التي تعد جزءا لا يتجزأ من الثورة العلمية التي قبلت رأسا على عقب وبشكل جذري فهمنا للعالم. منذ ذلك العهد فهمنا أن اللغة تقتضي "الاستعمال اللامتناهي لمجموعة متناهية من الوسائل"، إذا استعرنا قالبا تعبيريا استعمله همبولدت(1). والحال أنّ هذا الحدس اللافت لا يمكن أن تكون له إلا آثار محدودة، ما دامت الأفكار التي يمكن أن تجسده غامضة وضبابية. ولكن تقدم العلوم الصورية في منتصف القرن العشرين وفر بشكل شديد الدقة المفاهيم الضرورية، مما جعل محاولة مبادئ تحديد الحاسوبية(2) التي تولد تعابير لسان ما تحديدا صارما، أمرا ممكنا للمرة الأولى. إنّ النحو التوليديّ قد استفاد أيضا من ظروف أخرى مواتية لمباشرة تلك المسائل التقليدية بخطوط أوفر للنجاح. وقد شهدت دراسة التحولات اللسانية نجاحات كثيرة. وقد مكّنت الأنتروبولوجيا اللسانية من فهم أعمق بكثير لعدد كبير من الألسنة، فهم يتهم القوالب الجاهزة. وقد تقدمت بعض المجالات تقدما ملحوظا في اللسانيات البنيوية من القرن العشرين، وبالخصوص مجال دراسة الأنظمة الصوتية. وسرعان ما بيّنت المحاولات الأولى لتحسين برامج أبحاث النحو التوليديّ أنّ الخصائص الأساسية –حتى في الألسنة الأكثر حظا في الدراسة- كانت تمر مر الكرام. لقد أصبح ظاهرا للعيان أنّ الأنحاء والمعاجم التقليدية الأشد اكتمالا، لا تلامس إلا سطح الأشياء، وتلك الأنحاء والمعاجم تعطي معلومات لا يستفيد منها إلا قارئ متمكّن من جميع ثروات الملكة اللغوية، وهي تفترض أن خصائص العضو اللغوي ومبادئه- التي هي غير محدّدة ولا هي مصوغة- معروفة. إنّ هذا أمر جائز تماما إذا استهدفنا تسهيل تعلم لغة ثانية وإعطاء معلومات عن معاني كلمات جديدة وكيفية نطقها أو إذا استهدفنا تكوين نظرة شاملة للخصائص التي تميّز لسانا عن آخر. ولكن إذا قصدنا فهم طبيعة الملكة اللغوية والأحوال التي يمكن أن تتخذها ( الألسنة-ل)، فانه يصبح من المستحيل الاستنجاد هكذا بـ"الذكاء العامّ للقارئ" بل إنّ هذا الأخير، هو الذي ينبغي أن يشكّل موضوع الدراسة التي نقوم بها. ومثلما خضعت مجموعة أوسع من ذلك من الألسنة لبحث يتبنّى صاحبه وجهة نظر واحدة، فقد أصبح واضحا أن تنوّع أنواع الألسنة، فقد كان أمرا مهمّشا بشكل جذريّ تماما كتهميش دقة تنظيم الألسنة وتعقيده. ونتبين في الوقت ذاته أن ذلك التنوع وذاك التعقد، إنما ينجمان عن ظواهر سطحية. فالملاحظ القادم من كوكب المريخ ينبغي أن يستنتج عقليّا أنّ الألسنة متطابقة في جوهرها، وإن هي إلاّ تنويعات لموضوع واحد. وهذه الملاحظة ترتكز على حدس آخر للثورة العرفانية الأولى. إنّ الظواهر التي يمكن للطفل قبولها، تحدّد بشكل جذريّ، اللسان الذي يصل إلى معرفته معرفة دقيقة دقة فائقة. ولو لم تحدد خصائص اكتساب اللسان الأساسية مسبقا في الحالة الأولى للملكة اللغوية، لكان اكتساب اللسان من قبيل المعجزات. وهكذا يعود إلى مظهر من مظاهر الإرث الجيني الذي نتقاسمه جميعا. غير أن الأطفال لم يبرمجوا لتعلم اليابانية أكثر من السواحلية (3) فالألسنة التي يمكن أن يكتسبها البشر، يجب أن تخضع إذن لخصائص أساسية مشتركة. هكذا ينكشف المشكل المركزي في اللسانيات بحدة: يجب البرهنة في الوقت ذاته أن الألسنة كلها تصب في قالب واحد، ويجب وصف ركل خصائص الصوت والمعنى المعقدة التي تتغير سطحيا من لسان إلى آخر، وهو ما نكتشفه ما إن نتابع جديا عملا وصفيا صارما. وهذا الإلزام الثاني يصدر عن شرط الملاءمة لخصائص ذلك اللسان. والنظرية العامة للغة تستجيب لشرط الملاءمة التفسيرية، فهي تعطينا حلاّ لما يسمّى أحيانا " المشكل المنطقي الاكتساب" وذلك ببيان كيف أنه يمكن حل هذا المشكل وفق مبدئها( أي النظرية اللغوية)، ممّا يوفّر لنا- عودا على بدء- إطارا مفهوميا لدراسة التعلم دراسة ملموسة. ويوجد ضغط متبادل بين مهمتي البحث هاتين يبدو أن متابعة الملاءمة الوصفية، تقود إلى مجموعة من أنظمة القواعد، وهي مجموعة أشد تنوعا وتعقيدا، دائما، والحال أنّ البحث عن الملاءمة يوقفنا على أنّ بنية الألسنة بنية ثابتة، لا تتغير إلا بفعل الزمن. إنّ ذلك الضغط هو الذي حدّد بشكل واسع التعديلات التي شهدها برنامج البحث في النحو التوليدي وحدّد خطوط ذلك البرنامج الكبرى. وتوجد طريقة طبيعية لتجاوز المأزق تتمثل في وضع فكرة تقليدية- كانت تتبنى في الأعمال الأولى النحو التوليدي دون نقاش- موضع التساؤل هذه الفكرة تقول بأن اللسان هو نظام من القواعد، كلّ قاعدة منها تختصّ ببعض الألسنة وببعض التراكيب. وحسب هذه الفكرة تقول بأن اللسان هو نظام القواعد، كل قاعدة منها تختص ببعض الألسنة وببعض التراكيب. وحسب هذه الفكرة، يوجد قواعد لإنشاء الجمل الموصولية في الإنكليزية والمركّبات الفعلية في اللغة المَجَرية والجمل المبنية أفعالها للمجهول في اللغة اليابانية، إلخ. إنّ ضرورة الاستجابة لشرط الملاءمة التفسيرية تدعونا إلى أن نقضي، بأن ذلك لا يمكن أن يكون صحيحا. فلقد حظي أن يظهر كل ما لا يمكن أن تتزود به الملكة اللغوية ذاتها، على أمل أن يظهر كل ما لا يمكن أن تتزود به الملكة اللغوية، أقل تعقيدا وتنوّعا- ( حظي إذن هذا البحث) بنصيب وافر من الجهد النظري. وقد تبلورت هذه المحاولات في الثمانينات في إشكالية مثلث قطيعة مع التقليد النحوي أكثر جذرية من الأعمال الأولى في النحو التوليدي. لقد اطرح إطار " المبادئ والمعايير" بشكل كلّي مفهوم القاعدة والتركيب النحوي: فليس صحيحا أنه توجد قواعد لإنشاء الجمل الموصولية في الإنكليزية والمركّبات الفعلية في اللغة المَجَرية أو الجمل المبنية أفعالها للمجهول في اليابانية. وإنّ التراكيب النحوية التي ألفناها إن هي إلاّ اختلافات تصنيفية يمكن أن تكون لها فائدة وصفية، ولكن ليست لها حقيقة نظرية. أمّا القواعد فهي نتاج مبادئ تنطبق على اللغة في ذاتها وتتفاعل لإنتاج خصائص التعابير اللسانية. وتتمثل الفكرة المركزية في أنّ الملكة اللغوية يمكن أن تشبه بشبكة كهربائية ثابتة تتصل بعلبة مبدّلات(4). فالشبكة توافق المبادئ الثابتة للغة، أمّا المبدّلات فتوافق الاختيارات المعيارية التي تفترضها التجربة. ففي وضع معيّن للمبدّلات، نتحصّل على اللغة المَجَرية، وفي وضع آخر تعطينا اليابانية. وكلّ لسان-ل من الألسنة الممكنة توافقه مجموعة خاصة من أوضاع المبدلات. فمن الممكن إذنْ استنتاج خصائص لسان ما انطلاقا من اختيار خاصّ للقيم بالنسبة إلى تلك المعايير. وتبين الخصائص الأساسية لاكتساب اللغة أكثر من ذلك أن اختيار موضع لمبدل ما، يجب أن يتم على أساس الظواهر المحدودة جدا والتي يمكن للطفل أن يتحصل عليها. إنّ هذا الذي أتينا على وصفه، ههنا، طبعا لا يعدو أن يكون إلا برنامجا، وهو يعيد عن أن يشكل نتيجة نهائية. إنّ الاستنتاجات التي توصلنا إليها تخمينيا، لا يتوقع أن تحافظ على شكلها الحالي. ومن نافل القول أن نطلب اليقين من هذه المقاربة رغم صحتها الجوهرية. ورغم ذلك، فقد مثلت هذه المقاربة بما هي برنامج أبحاث نجاحا كبيرا جدا وقادت إلى بحث اختباري خصيب يهتم بحشد هام من الألسنة شديدة التنوع أصنافيا، وقد مكنت هذه المقاربة من صياغة أسئلة جديدة ومن اقتراح أجوبة كثيرة ومثيرة. كما عرفت المشاكل المتصلة باكتساب اللغة وبمعالجته والظواهر المرضية التي تصيبه، عرفت منعطفا جديدا كان مثمرا جدّا بالتوازي. وتتمثل المهمة الأساسية في برنامج الأبحاث هذا، في تحيين خصائص المبادئ والمعايير ووصفها، وفي كيفية تفاعلها، وفي تعميم هذه المقاربة على مظاهر لغوية أخرى وعلى استعمال اللغة. ورغم أن كثيرا من الأمور تبقى غامضة أو غريبة، فانّ ثمة قدرا من التقدم قد تحقق كي تطرح أسئلة جديدة وكي يكون لها حظ من الإجابة عليها. أحد هذه الأسئلة يتعلق بمردودية التنظيم اللغوي. إنّ الملكة اللغوية مضمّنة في هندسة الفكر/ الدماغ العامة. إنها تدخل في علاقة مع أنظمة عر فانية أخرى، تفرض عليها أن تستجيب لشروطها وإلا، فإنّ الملكة لا يمكن استعمالها. ويمكن أن ندرك هذه الشروط بوصفها قيودا " قرائية" بمعنى أن الأنظمة التي تستعمل التعليمات التي يولدها اللسان-ل، يجب عليها أن تؤول تلك التعليمات. إن الأجهزة الحسية- الحركية مثلا لها خصوصياتها المتميزة التي تفرض على المسار التوليدي للملكة اللغوية قيودا قرائية معينة.وبالمثل، فإن النظام المفهوميّ يتفاعل كغيره مع الملكة اللغوية ويستعمل أرصدتها. ويمكننا بالاستتباع أن نسأل إلى أي مدى تعد الملكة اللغوية حلا، "جيدا" للشروط القرائية التي تفرضها عليها الأنظمة التي تتفاعل معها. إلى وقت قريب، لم يكن ممكنا طرح هذا السؤال بشكل جدي. ويبدو أنّ ذلك أصبح ممكنا اليوم، والمحاولات المقامة قصد الحصول على إجابات قد تمخضت عنها نتائج مهمة.بهذه المعنى يمكن القول إن الملكة اللغوية قد أضحت "كاملة" تقريبا. فان صح ذلك، فانه يعد نتيجة مذهلة للغاية. إنّ ما نسمّيه اليوم [1997 ] "البرنامج الأدنى" le programme minimaliste)) هو محاولة للكشف عن تلك المسائل. ويتمثل هدفه في بيان أن القطائع مع هندسة مثلى للغة هي قطائع اصطناعية تطبق بشكل منظم تكنولوجيات تخفي نقصا حقيقيا في الفهم. وإضافة إلى ذلك، فهو برنامج يفهم منه بيان أن مقاربة أشدّ صرامة وأكثر تشددا( منه)، يمكن أن تفرز اختباريا نتائج متماثلة لنتائج البرنامج الأدنى أو أفضل منها ودون أن تكون ثمة حاجة إلى العودة إليها( أي إلى نتائج البرنامج الأدنى). وتدرس تلك الحدوس الموجهة في اتجاهات البحث الجاري المتنوعة. وانّه من السابق لأوانه أن نحكم حكما ذا قدر من المصداقية على صحة الاتجاهات المتخذة أو حتى على مشروعية المقاربة ذاتها.أما في ما يخصّني أنا [ تشومسكي]، فأنا أميل إلى الاعتقاد بأنّ تلك المسائل يمكن أن توضع موضع درس الآن وأن نتائج البحث الأولى تبدو مشجعة. إنّ جون ييف بولوك هو وجه من الوجوه التي وسمت البحث الذي رسم خطوطه كبرى في دقة وصفاء. وهو بحث يتمثل في هذا التحليل الدال للتطور النحو التوليدي الحديث وللمشاكل التي حاول ذلك النحو دراستها وأصناف الإجابة التي أفرزها. لقد قاد القارئ يدا بيد من الأسس المفهومية إلى حدود البحث المعاصر الذي تم بلوغه، بل ذهب أكثر من ذلك بأن بثّ مؤشرات بحث شخصي غير مسبوق على قدر كبير من الجاذبية. طموحة هي أهداف هذا الكتاب، ويبدو لي أنّه قد تمّ بلوغها بكثير من التوفيق: إن هذا الكتاب يمكن للقارئ النبيه من فهم واضح للفكر الذي يؤسس قسما هاما من البحث المعاصر المهتم باللغة، وبمبادئها القارة وبتنوع أشكالها الممكن وبالطريقة التي تكتسب بها اللغة وتستعمل وبالمكانة التي تحتلّها في العالم الطبيعيّ. *المصدر: Jean-Yves Pollock: Langage et cognition: Introduction au programme minimaliste de la grammaire générative, Préface de Noam Chomsky, Paris, Presses Universitaires de France, (coll.psychologie et sciences de la pensée: collection dirigée par Olivier Houdé) 2èmeédition:1998(1ère édition:1997) ,241 p. *هوامش المترجم: (*) يقع التمهيد الذي كتبه تشومسكي للكتاب المذكور أعلاه بين الصفحتين XIXو XIII وهو الذي نترجمه في هذا العمل. وما يرد بين قوسين، عادة، هو من إضافات المترجم توضيحا وشرحا. (1) همبولدت(Wilhelm Humboldt ): لسانيّ ورجل سياسة ألماني(1767-1835). بحث، انطلاقا من دراسته لألسنة شديدة التنوع، عن تجاوز النحو المقارن لتأسيس أنتروبولوجيا عامة، تفحص الصلات بين اللغة والفكر وبين الألسنة و الثقافات. ويرى همبولدت أنّ اللسان هو انعكاس فكر كلّ شعب، وروح الشعب تتجلّى عبر اللسان، ويؤكد أنّ اللغة هي خاصّية الفكر البشريّ. نشر سنة1836 كتابه:"حول اختلاف بنية الألسنة البشرية". (2) أي استعمال الحاسوب(computer) في العمليات اللسانية. (3) السواحلية(Swahili): لسان من ألسنة البانطو(Bantou) يُتكلَّم به في شرق إفريقيا، وهي اللغة الرسمية في كينيا وتنزانيا. (4) مبدّل=commutateur

saber habacha
site